19 أبريل 2008

انتفاضة شعبية للإفراج عن اسراء عبد الفتاح


"سنحمل أكفاننا من أجل حرية إسراء.. صوم يوم الإثنين للدعاء لإسراء.. تسمية المولودات الجدد باسم إسراء". مجموعة دعوات أطلقها شباب أكبر حركة شعبية في مصر على الإنترنت، ونشطاء سياسيون لحث الحكومة على الإفراج عن "إسراء عبد الفتاح"( 27 عاما) المتهمة من جانب السلطات بالدعوة إلى إضراب 6 أبريل الجاري بعد قرار النائب العام بالإفراج عنها وامتناع السلطات عن تنفيذ القرار.
وتضم الحركة مجموعات من ناشطي الإنترنت أبرزهم "مجموعة إضراب عام لشعب مصر 6 أبريل" على الـ"فيس بوك" التي تضم نحو 72 ألف شخص.
ودفع الغموض الذي يحيط باختفاء إسراء مجموعات شباب الـ" فيس بوك" إلى إعلان تحديهم قائلين: "السادة أعضاء المجموعة المحترمين، بناءً على ما قررته وزارة الداخلية من تصعيد للأحداث فقد قررنا الرد على التصعيد بالتصعيد"، مؤكدين على أن "الرد سيكون يوم 4 مايو بإذن الله".
وحدد أبناء الحركة 4 مايو المقبل لتنظيم إضراب جديد يكون "أقوى" من إضراب 6 أبريل الذي دعت له قوى سياسية وعمالية وروجت له مجموعة "الفيس بوك" احتجاجا على الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار.
وفي استجابة سريعة لدعوة أطلقها مجدي حسين رئيس حزب العمل المجمد عبر موقعه الإلكتروني للضغط من أجل إطلاق إسراء، دشن أحد شباب هذه الحركة مجموعة حملت اسم "سنحمل أكفاننا من أجل حرية إسراء".
وقال حسين: "إذا لم تفرجوا عن إسراء عبد الفتاح خلال 24 ساعة سنبدأ الانتفاضة غدا الجمعة ولن ننتظر يوم 4 مايو".
وعن ملامح هذه الانتفاضة قال مجدي حسين: " على كافة أعضاء وشباب حزب العمل بالقاهرة الكبرى التوجه إلى أقرب حانوتي وشراء كفن على حسابه الشخصي ويكون هذا عقب صلاة الظهر (اليوم الخميس) عندما نعطي الإشارة بذلك من خلال موقع حزب العمل، وموقع جريدة الشعب على الإنترنت أو عبر الهواتف النقالة".
وأكد حسين على أن "تحرير إسراء وصون شرفها وعرضها وكرامتها بات مسألة مصيرية تعني أن الأمة لن تسمح بعد ذلك بهذه التعديات".
وقال حسين في دعوته: "يصلي مجدي حسين صلاة الجمعة المقبلة كالمعتاد في جامع عمرو بن العاص (القاهرة) فإذا لم تكن إسراء قد خرجت فسيكون مرتديا للكفن وسيخرج من الجامع إلى قصر الرئاسة عبر ميدان روكسي بالعاصمة على الأقدام".
وفور نشر الدعوة أعلن عدد من أصحاب المدونات المصرية انضمامهم إليها مثل مدونة "عبدالرحمن فارس"، ومدونة "لساني"، و"هو القلم"، و"شوقي رجب"، و"مدونة ممنوع".
وإلى جانب مجموعة "سنحمل أكفانا" تشكلت مجموعات أخرى مثل "مظاهرة في حب إسراء".. "كلنا معك يا إسراء".. "أفرجوا عن إسراء".. "رسالة لمبارك (الرئيس حسني مبارك).. كلنا إسراء".. "إسراء رمز لجيل التغيير". وتعرضت الأخيرة على وجه التحديد لعملية قرصنة إلكترونية فأوقفتها عن العمل.
وشارك في هذه المجموعات الآلاف من الشباب المصري فور تناقل أنباء اختفاء إسراء التي أطلق عليها "رئيسة جمهورية الـ فيس بوك".
وتم إلقاء القبض على إسراء صبيحة يوم الإضراب العام 6 أبريل الجاري من مقر عملها بحي مدينة نصر (شرق القاهرة).
وطرح أعضاء هذه المجموعات أفكارا عملية لمساندة إسراء، فقالت أميرة فتحي إحدى الأعضاء المشاركات في الـ "فيس بوك": "إنني أدعو كل أب وأم إلى تسمية مولودة جديدة لهم باسم إسراء".
وبررت ذلك بأنها "أوقدت الشرارة الأولى وبداية حركة لن تنتهي قبل أن يحصل الإنسان المصري على حياته الكريمة".
ومن حمل الأكفان إلى الصيام، فقد دعا أحد شباب الحركة الشعبية على الإنترنت المتضامنين مع إسراء إلى صوم الإثنين المقبل من أجل الدعاء لها.
ودعا "كل مصري أصيل أن ينشر هذه الدعوة، مع الدعاء إلى الله تعالى أن يزيل الغمة عن مصر وأسرة إسراء، وأن يكتب لمصر السلام والطمأنينة، وأن يرزقها بحاكم عادل وحاشية صالحة".
بدوره دعا شاب آخر من نفس الحركة إلى وضع صورة إسراء "مكان صورنا الشخصية على الفيس بوك والماسنجر". وهذا هو المعنى الذي أكده الشاعر الشاب عبدالرحمن يوسف حين دشن مجموعة أطلق عليها "إسراء رمز لجيل التغيير".
وفي إطار التضامن النسائي مع إسراء حددت فتيات ناشطات يوم السبت 19 أبريل الجاري ميعادا لوقفة احتجاجية نسائية أمام مجلس الشعب (الغرفة الأولى بالبرلمان).
وفي هذا السياق تقول مشيرة أحمد (إحدى هؤلاء الفتيات) بتحدي: "من غير كلام كتير لو إسراء ما ظهرتش كل بنات الجروب (المجموعة) هتقوم بوقفة احتجاجية سلمية أمام مجلس الشعب".
أسرة إسراء هي الأخرى وجدت في موقع الـ "فيس بوك" متسعا للتعبير عن قلقها إزاء اختفاء ابنتهم، فقال مصطفى راضي ابن خال إسراء: "بجد يا جماعه ما حدش يعرف احنا عاملين ازاي (أهل إسراء) وخاصة أمها وبطلب منكم حاجتين الدعاء لها فى محنتها، والمشاركة في إضراب جماعي سلمي 4 مايو".
وامتد التضامن مع إسراء ليشمل شبابا سعوديا نشط داخل "فيس بوك" فقالت مجموعة شباب جدة: "نحن معكم.. هنولع شمعه.. وهنكتب على الريال السعودي: لا لمبارك.. ولا لسجن إسراء".
وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة الدستور المصرية المستقلة في عددها الصادر اليوم الخميس: إن وزارة الداخلية تخفي "إسراء" رغم قرار الإفراج عنها. وأفاد أمير سالم محامي إسراء أنه بعد قرار النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود الإفراج عنها وخروجها من سراي النيابة تم ترحيلها إلى قسم قصر النيل لإتمام إجراءات الإفراج، إلا أنها اختفت بعد ذلك، بحسب الصحيفة ذاتها.
(اسلام أون لاين)

ليست هناك تعليقات: