19 أبريل 2008

ايمن نور يكتب .. اسراء لا نامت أعين الجبناء


مندهش من رد الفعل الفاتر من جانب الأحزاب الرسمية و الكيان المسمى بالمجلس القومى لحقوق الأنسان . تجاه ما تعرضت له إسراء عبد الفتاح و مجموعة الشباب الرائع المعتقل على ذمة ما سمى بالدعوة لإضراب 6 ابريل !! عبر شبكة الأنترنت !!على فرض صحة المنسوب لهذا الشباب ، من دعوته على النت و التى حملت شعاراً واضحاً و سليماً "خليك بالبيت " فلا يمكن أبداً أن تصل القدرة على خلط الأوراق و تلفيق الأتهامات بأتخاذ هذا الأدعاء ذريعة لتلبيس هذا الشباب اتهامات ملفقة بالدعوة لتظاهر و تجمهر و اعتداء على أشخاص و ممتلكات و استعمال العنف و التأثير على السلطات !!لا أعرف كيف تنام أعين السادة أعض اء المجلس القومى لحقوق الأنسان ، و قبلهم السادة المسؤلين فى مصر ، ومعهم السادة قادة الأحزاب و هم يعرفون أن فتاة مثل إسراء و من معها من فتايات و شباب يدفع ثمناً غليظاً لأفعال و اتهامات لم تقم بينهم و بينها أدنى صلة .ألا يتصور هؤلاء – و غيرهم – أن هذه الفتاة أو أياً من هذا الشباب المحبوس ظلماً ، ممكن أن يكون ابنه أو بنته أو حفيده أو حفيدته ؟ألا يتصور أى من السادة المسؤلين كم هى مشاعر المرارة و الألم التى تصيب هذا الشباب و أسرهم ، من جراء هذا الظلم البين ، و هذا العسف فى التلفيق و لى الحقائق ؟!ألا يعتقد أنالشجاعة تقتضى نصيحة مخلصة لأهل الحكم و القرار بوقف هذه المهزلة و إطلاق سراح كا من ألقى القبض عليه بعيداً عن مواقع الأحدداث المؤسفة فى المحلة بل و الفرز السريع لمن تم اعتقالهم فى المحلة بين من ضبط متلبساً بجريمة و من لم يكن له دور فيها .هل يعقل استمرار حبس أبرياء بتهمة التعبير عن رأى ، أو الفضفضة على النت و أن يترك من أطلق الرصاص الحى على غلام يقف فى شرفة فأرداه قتيلا !!أى عدل هذا ! و أى منطق سوىيقبل هذا العسف و الظلم الذى يجعلنا وطناً نعاقب من قال رأياً – مجرد رأى – و نترك من جرد غيره من حق الحياة ؟!الخاسر الأكبر فى اعتقال الأبرساء فى المحلة و قبلهم مجموعة الشباب أمثال إسراء و أحمد ميلاد و شادى العدل ، و قطب حسانين ، و أحمد عراقى ،و أيمن الحوفى ، و إبراهيم مصطفى ، و صبحى السيد ، و أحمد ماجد ، و أحمد بدوى ، و ياسر اسماعيل ، و بهاء صابر ، ومحمد عواد ، و نادية مبروك ، و رامى يحيى ،و ضياء صبرى ، و الصاوى و غيرهم هو مصر التى يجب أن تفخر بهذه الوجوه و تحافظ على حماسها و إيمانها بوطنها .لن أتحدث عن قيادات سياسية بحجم الدكتور سامى فرنسيس و فتحى الحفناوى و الدكتور مجدى قرقر و غيرهم من أهل العلم و الحوار ممن يستحيل الشك فى تورطهم فى أى عمل يمس مصر ، المعروف عنهم من العقل و الحب لهذا الوطن و العطاء و التفانى دفاعاً عنه .مصر تخسر كثيراً باستمرار حبس الأبرياء و تخسر أكثر بصمت الشرفاء على هذا الهزل فى موضع الجد !!كم أسعدنى فى تصريح والد شادى الدل لصحف الأثنين الماضى و الذى يؤكد لى دائما أن مصر ولادة ، و أن الشرفاء هم الأغلبية و الجبناء هم الأستثناء .فالذين لا يخافون الله ، أو الناس ، أو الرأى العام ، لا يستحون من ارتكاب حماقة إطفاء الأنوار ، بدعوى الحفاظ على الحرية و الشرعية و القانون !! يفقأ عينك كى ترى !! يقطع لسانك ، كى تتكلم دون أن تزعج أحداً !! يشل أقدامك حتى لا تزل و تقع فى المحظور !! يخمد أنفاسك ، حتى لا تصاب بنزلة برد !! يفعل الشئ ، و يدعى أنه نقيضه !! يكذب حتى يصدق نفسه ، و يتصور أن الكل سيلغى عقله و يصدقه !!الأجتراء على الحقائق ، وخلط الأوراق ، وتلفيق التهم الساذجة لا يبلغ هذه الدرجة من أغماط الحقيقة و مغالطة الضمير !!أتحدى من أودع إسراء و هذا الشباب السجون أن يكون استطاع أن يغمض عينيه و ينام و هو يعرف أين و كيف تنام هذه الفتاة و كيف تنام أسرتها و كذلك كل من شملته هذه القرارات الظالمة .

ليست هناك تعليقات: