20 أبريل 2008

رسالة أيمن نور الى اعضاء الفيس بوك

شاهدت فى الصحف صور إسراء أثناء عرضها على المحكمة صباح الأحد 12 أبريل و تابعت تصريحات الشباب المختطف ظلماً و عسفاً ، و كم كان لبعض هذه التصريحات خاصة ما أدلى به والد شادى العدل تأثير على نفسى !!

فأعلم أكثر من غيرى ، قدر المعاناة التى يتعرض لها شباب الغد و كفاية و الكرامة و غيرهم فى سجون النظام .

أعرف و غيرى مرارة الشعور بالظلم ، و التلفيق ، و معاقبة الإنسان على رأى أو موقف بدعاوى مختلفة و اتهامات زائفة .

أدرك قسوة الصدمة على عائلات هذا الشباب ، و ارتباك المشاعر بين الشعور بالأسف و الشرف بين الخوف عليهم و الثقة فى أن أحداً منهم لم يرتكب خطأ فى حق نفسه أو وطنه !! و ها هى التصريحات التى أدلى بها والد الشاب شادى العدل تجسد أصالة معدن هذا الشعب و صلابة موقفه حتى فى أشد الشدائد !!

أؤمن أن الظلم و الظلام مهما كان دامساً ، و مسيطراً لا يدوم ، فلا يمكن إطفاء الشمس يقرار و سيأتى يوم تعتذر فيه مصر لهذا الشباب الذى دفع ثمناً ما كان له أن يدفعه عن جريمة لم يرتكبها بل ارتكبها فى حقه من أودعوه السجون ظلماً !! كم أسعدنى ما كتبته الصحف عن تماسك إسراء و كل الشباب المعتقل ظلماً !!

كنت أتمنى أن يكون بإمكانى أن أكتب رسالة لكل أم عظيمة وإلى أبو شادى و كل أب عظيم ..لهذا الشباب المشرف أشاطره التهنئة و أشد على يديه فى هذه المحنة .

كنت أتمنى أن أكتب رسالة لكل أعضاء شبكة "الفيس بوك " فى مصر أقول لهم إن ما تعرض له بعض منا ، هو إهانة لنا جميعاً ، و من حقنا أن نقول كلمتنا بغير إرهاب أو ترويع أو تلفيق !!

تمنيت أن أقول لهم أن مصر ليست بحاجة إلى أن نغنى لها بالحب و العشق فى مدرجات الكرة بل هى بحاجة إلى أن نثبت لها هذا الحب الجارف و العشقالمبرح بأن نضحى من أجلها .. بأن نحافظ على حقوقها ، و حقوقنا ، و حقوق أجيال قادمة ، فى وطن أكثر عدلاً و حرية .

إننا عندما نحافظعلى الحرية فى بلادنا ، نحافظ على جمالها ، و أمنها ، و سلامتها و نصنع مستقبلاً عظيماً لنا فيها بأن نحبها كما نحب أنفسنا ، فساعدتها و حريتها نفرحنا ، و شقاؤها يضنينا و علينا أن نضحى دون خوف مهما كانت التضحيات عظيمة فهى السبيل لتحقيق النتائج العظيمة !! فإذا أعطينا لبلدنا ما ينتظره منا سيعطينا يوماً ما نتمناه له و منه !!

الحرية لا تخسر بالقبض على بعض رموزها ، فالقمع هو الوقود - المدعوم حكومياً - الذى يشعل شعلة الحرية ، فلولا غباء الطغيان ما كسبت الحرية معاركها ، فكل ضربة للحرية تدفعها للأمام و تزيد شوقنا إليها و عملا ليوم انتصارها !!

عندما عرفت بأنباء أعتقال أبنائى و إخوانى و أصدقائى من أعضاء هذه الشبكة التى أتابع من سجنى بعضاً مما يدور فيها - عندما يصلنى مطبوعاً - أو يروى لى فى زياراتى من ابنى نور و شادى أيمن نور ،و عبر رسائل إسراء و شادى العدل و أحمد نصار و ابنى ابراهيم مصطفى و قطب حسانين و غيرهم أدركت كم كان تأثيركم فى وطن يروج البعض أنه لاشئ بات يؤثر فيه أو يحرك الدم فى شرايينه المتيبسة !!

حالة الابنة العزيزة المحترمة الرائعة فى كل شئ إسراء عبد الفتاح التى خطفت قلوب و تعاطف كل المصريين عندما تعرضت لهذا الحبس الظالم كشفت لى كم هى مقدرة و مثمنة مقاصدكم النبيلة فى نفوس كل من يعفونكم أو بتابعونكم ، أو يشاركونكم ، أو من لم تتح لهم الفرصة أن يفعلوا هذا !!

سيأتى يوم قريب تحتفلون فيه بواقع جديد و مختلف لوطن يستحق أن يكون أفضل و أكثر حرية و عدلاً.

لقد قدمتم بعضاص من استحقاقات هذا الواقع الجدير بالتضحيات ، سيأتى يوم تفخرون بها .

من سجنى المظلم أرى نوركم ، و انحنى تقديراً و حباً لكل المقيدة حريتهم ظلماً و لإسراء و رفقائها و و الدتها و أسرتها و لكل أم انجبت و أحسنت صنعاً فقدمت لمصر شباباً يبعث علىالأمل فى مصر الغد .. التى لن تكون إلا بكم جميعاً .

ليست هناك تعليقات: