19 أبريل 2008

مظاهر جديدة للإعداد لإضراب 4 مايو

"الهيب هوب".."منشورات على فلوس الحكومة".."ارتداء السواد" و"الدعوة لمقاطعة مترو الأنفاق والجرائد الحكومية"؛ وسائل عملية جديدة تتداولها أكبر حركة شعبية في مصر على الإنترنت؛ استعدادا لإضرابهم الجديد يوم 4 مايو ليكون "أقوى" من إضراب 6 أبريل رغم الممارسات الأمنية ضدهم تمثلت في اعتقالات عمال ونشطاء، ودعوات وسائل الإعلام الرسمية للتعامل بحزم مع فكرة الإضراب. "الهيب هوب" أحدث موضات الاحتجاج لشباب في العشرينيات من العمر أطلق عليهم خبراء اسم "مناضلون إلكترونيون" حيث يتداولون في الوقت الحالي بكثافة عبر موقع "يوتيوب" الشهير مقاطع من موسيقي "هيب هوب" من تأليفهم تحمل إسقاطات على الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر، وتشرح لفكرة الإضراب وأسبابه.
و"الهيب هوب" هي أغاني الراب وهي تروي قصصا في كلمات ذات سجع أو قافية، على إيقاع سريع يعتمد على تقنيات خاصة.
ويرى أصحاب هذه المقاطع في تعليقاتهم أنها" نوع من" الاحتجاج العلني يسعى لكسر حاجز الصمت، ويمثل منبرا جديدا للتعبير عن الغضب بلغة الفن".
وتنتشر حاليا مقاطع تحمل أسماء "كفاية هيمنة"، و"مين فينا" وغيرها.
وتقول بعض كلمات "كفاية هيمنة": "هيمنة هيمنة مفيش أي نوع من الحرية.. كل حاجة ثابتة زي ما هيه، كفاية كده سرقة سرقة بلطجة عربجة.. المطلوب تكون زي الناموس محدش حتى يسمع زنك.. مستوى معيشة الفرد بقا في الضياع.. الفقراء بيزدادو فقر والأغنياء بيزيدوا غنى والطبقة المتوسطة خلاص خطفها الصقر، الناس بتدور على المصالح والتفكير بقا في الضياع". العملات الورقية لسهولة تداولها وانتشارها في أيدي المصريين دفعت البعض إلى استغلالها في الاحتجاجات وفي إنجاح فكرة الإضراب يوم 4 مايو الذي سيوافق عيد الميلاد الثمانين للرئيس حسني مبارك.
وقالت مجموعة أطلقت على نفسها اسم (فلوس الحكومة منشورات للمعارضة) عبر موقع فيس بوك: "كل واحد منا يكتب على الفلوس اللي معاه: (لا لمبارك لا لجمال) ويقول كل اللي هو عايزه.. يلا بينا كلنا ننفذ الفكرة دي لغاية يوم عيد ميلاده الموافق 4 مايو المقبل".
وأضافت الدعوة:"الفلوس سهل جدا تغير مكانها، يعني الجنيه والخمسة جنيه اللي في جيبك دلوقتي ممكن جدا وبسهولة تبقى بكره فى أسوان أو مطروح.. مستحيل حد يقدر يتتبع مسار الفلوس عموما".
"احنا مش حزب سياسى و لا نسعى للحكم، احنا أكبر تجمع مخلص لمصر على النت" بهذه الكلمات عرف القائمون على حملة الإضراب الجديدة الأحد 4 مايو المقبلة أنفسهم.
وقالت الحملة التي حملت اسم "إضراب 6 أبريل نجح وهنكمل المشوار": "هاندي فرصة للحكومة حتى ميعاد الإضراب القادم لتنفيذ مطالبنا المحددة والمشروعة؛ وهي حد أدنى للأجور لكل الفئات والوظائف، وربط الأجور بالأسعار كما يحدث فى جميع الدول التي تعاني من الغلاء، واتخاذ إجراءات حقيقية لوقف ارتفاع الأسعار ومنع الاحتكار، والإفراج عن جميع المعتقلين".
وللضغط من أجل تنفيذ هذه المطالب حدد هؤلاء الشباب آليات التحرك العملي وفي مقدمتها "ارتداء الملابس السوداء، ووضع أعلام سوداء على البالكونات حدادًا على قتلى مدينة المحلة (شمال مصر)، وحدادا على موت الإعلام المصري والعربي وتجاهله لتلك الأحداث وتجاوزات الأمن المصري، وأخيرا حدادا على المواطن المصري الذي يُقتل ألف مرة في اليوم بسبب مصاعب الحياه وغلاء الأسعار".
ومن بين الآليات الأخرى لإنجاح فكرة الإضراب "مقاطعة الجرائد الحكومية (الأخبار والأهرام والجمهورية) من 11-18 أبريل، وامتدت الدعوة إلى مقاطعة مترو الأنفاق في الأسبوع الأول من مايو المقبل" ودعا هؤلاء إلى كتابة "شارك في تحديد مصيرك.. شارك في الإضراب السلمي يوم 4 مايو" على كل عملة ورقية في مصر.
وكان أعضاء مجموعة "إضراب عام لشعب مصر" على موقع "فيس بوك" التي تضم 70 ألف شاب مصري قد أكدوا في بيان لهم على الإنترنت أن "يوم 6 أبريل هو البداية وليس النهاية، وأننا سنستمر في الإضرابات وكافة صور الاحتجاجات بعد هذا اليوم لإجبار الحكومة وصانعي القرار في مصر على الانصياع لرغبة الشعب".
وبالرغم من أن قيادات عمالية وحركات سياسية صغيرة هي التي أطلقت الدعوة لإضراب 6 أبريل إلا أن مجموعة "الفيس بوك" لعبت الدور الأكبر في الترويج للفكرة وزيادة الوعي الشعبي بها.
وأعلنوا بالفعل عن موعد إضراب عام جديد يوم 4 من مايو المقبل (يوم عيد ميلاد الرئيس المصري حسني مبارك) ووضعوا لأنفسهم هدفا يتمثل في أن يكون الإضراب المقبل "أقوى" من سابقه.
وقالوا: "أصبحنا أكبر حركة شعبية غير سياسية، لا ولن يسيطر علينا تيار سياسى، نحن نبض الناس، نحن ملح الأرض، نجحنا ولن نتوقف".
وكان محللون سياسيون وخبراء في الرأي العام من مصر قد أطلقوا على هؤلاء الشباب لقب "المناضلين الإلكترونيين"، معتبرين في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن إضراب 6 أبريل كان بمثابة شهادة ميلاد لهم كقوة فاعلة سياسية جديدة تقود الأغلبية المصرية الصامتة لما وصفوه بـ"الطريق الثالث" في مصر بعيدًا عن المعارضة التقليدية أو السلطة.
(اسلام أون لاين)

ليست هناك تعليقات: